الجمعة 19 ديسمبر 2025 | 05:49 م

تشرنوبل 2025.. خطر صامت تحت الركام أم جرس إنذار نووي للعالم؟

شارك الان

بعد ما يقرب من أربعة عقود على أسوأ كارثة نووية عرفها التاريخ، يعود اسم تشرنوبل إلى الواجهة العالمية من جديد، لكن هذه المرة ليس بسبب انفجار مدوٍ أو خلل مفاجئ في مفاعل نووي، بل نتيجة تدهور «الدرع الأخير» الذي كان من المفترض أن يطوي صفحة الخطر النووي إلى الأبد. وفي عام 2025، لم تعد تشرنوبل مجرد ذكرى سوداء من الماضي، بل تحولت إلى سؤال مفتوح يثير القلق: هل يواجه العالم كارثة مؤجلة أم إنذارًا نوويًا مبكرًا؟

القبة الواقية الجديدة، وهي هيكل معدني عملاق شُيّد لاحتواء بقايا المفاعل المنفجر ومنع أي تسرب إشعاعي لمدة لا تقل عن 100 عام، كانت تمثل خط الدفاع الأخير ضد مخاطر إشعاعية كامنة. 

وغير أن الحرب في أوكرانيا أعادت خلط الأوراق، بعدما تعرض الهيكل لأضرار مباشرة جراء هجوم بطائرة مسيّرة، وفق تقارير فنية، ما أثار شكوكًا جدية حول قدرته على الاستمرار في أداء وظيفته الأساسية بكفاءة كاملة.

ورغم عدم تسجيل تسريبات إشعاعية خطيرة حتى الآن، فإن الخبراء يحذرون من مخاطر طويلة الأمد قد تكون أشد فتكًا.

فوجود شقوق أو نقاط ضعف في الهيكل يعني احتمال تسرب غبار مشع مع مرور الوقت، أو تسلل مياه الأمطار إلى داخل المفاعل المدمر، بما قد يؤدي إلى تفاعلات خطيرة مع مواد نووية عالية السمية. وفي هذه الحالة، لا يظل الخطر محصورًا داخل حدود أوكرانيا، بل يتحول إلى تهديد عابر للحدود يمس الأمن البيئي والصحي لدول عدة.

وتزداد الصورة قتامة مع تعقيدات إصلاح الهيكل الواقي، إذ لا يُعد الأمر مجرد عملية هندسية تقليدية، بل مهمة بالغة الخطورة تتطلب تقنيات متقدمة، وتمويلًا دوليًا ضخمًا، وبيئة أمنية مستقرة، وهي عوامل تبدو غائبة في ظل استمرار الحرب. كما أن وقوع تشرنوبل في قلب منطقة نزاع مسلح يرفع احتمالات تكرار الحوادث أو تعرض الموقع لمزيد من الأضرار.

وفي هذا السياق، أطلقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنذارًا عاجلًا بشأن شروخ أصابت الهيكل المعدني المحيط بالمفاعل النووي، مؤكدة أنها أفقدته، جزئيًا، «وظائفه الأساسية». 

كما أشارت الوكالة إلى غياب أي خريطة واضحة لعمليات الإصلاح أو جدول زمني محدد لتنفيذها، مرجحة أن يبدأ التحرك مطلع عام 2026 أو بعد انتهاء الحرب الأوكرانية.

تشرنوبل في 2025 ليست كارثة انفجار جديدة، لكنها رسالة تحذير قاسية للعالم أجمع: المواقع النووية، مهما بدت محصنة ومؤمنة، يمكن أن تتحول في زمن الحروب إلى قنابل صامتة. 

ولم يعد السؤال المطروح هو ما إذا كانت الكارثة ستقع اليوم أو غدًا، بل متى قد يحدث ذلك، وهل يمتلك المجتمع الدولي رفاهية الانتظار قبل فوات الأوان؟

استطلاع راى

هل تؤيد منع الأطفال والمراهقين دون سن الـ 16 من استخدام منصات التواصل الاجتماعي في مصر؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5780 جنيهًا
سعر الدولار 47.59 جنيهًا
سعر الريال 12.69 جنيهًا
Slider Image